بين ابن عربي وابن رشد: عن لقاء من يقرأ بمن لا يقرأ
كتبه: محمد صلاح بوشتلّة
نخصص هذه الدّراسة لأحد لقاءات المتصوف بالفيلسوف، وبالضّبط اللّقاء الثّاني من لقاءات الشيخ الأكبر بأبي الوليد بن رشد، حيث يصور ابن عَربِي نفسه وقد دخل خلوته جاهلًا، ليخرج منها عالما من غير درس ولا بحث ولا مطالعة ولا قراءة، ليواجه ابن رشد أحد أرباب الفكر والنّظر العقليين، فلا يملك الفيلسوف إلا أن ينبهر أمام حالة ابن عربي الذي لم يسلك طريق العلماء. لقاء حاول فيه ابن عربي أن يستل اعترافا بقيمة الطّريق الصُّوفي من قاضي قُرطُبة وفيلسوفها، بحيث يكون الانتصار لمن لا يقرأ على من يقرأ. انتصار سيظهر قويًا وكاسحًا مع مشهد نقل جثمان ابن رشد ومعه كتبه إلى الضّفة الأخرى.