تدبير الفضاء العمومي المعاصر: نحو إسهام في السلم الاجتماعي
كتبه: أحمد الرزاقي
معلوم أن الاجتماع الإنساني المعاصر عرف مجموعة من التحديات والإكراهات تولدت عنه أشكالاً من العنف الاجتماعي والسياسي والثقافي، فكان لا بُدَّ من مساءلة الفضاء العمومي عن الدور المنوط به. فإذا كان الإنسان اجتماعيًا بطبعه، فحاجته إلى غيره، اجتماعيًا واقتصاديًا وسياسيًا، باتت ضرورية لا محيد عنها، ومن هنا كان لا بد له من التعايش لتحقيق حياته في مستوى متميز. ويعتبر الفضاء العمومي ركيزة بناء المجتمع، وتقوية مؤسساته؛ لحفظ الحقوق بالعدل، وإشاعة الأمن والسلم الاجتماعيين، وتدبير المشترك الإنساني بالتعايش السلمي المتكافئ. ويُعَدُّ هابرماس أحد أكبر مَن برَّز معناه المعاصر المتداول اليوم، وبَيَّن أهميته ومقوماته، ووظائفه الثقافية والاجتماعية والسياسية، بما هو آلية للنقد والدعاية وقوة اقتراحية ضاغطة؛ لتطوير الإنتاج وإذكاء روح الإبداع والابتكار، فهو آلية للتغيير الاجتماعي والإصلاح السياسي بامتياز. فما معنى الفضاء العمومي في السياق المعاصر؟ وما الوظيفة المنوطة به؟ وكيف يؤدي دوره في لَمَّ شعث التشرذم والتشظي اليوم؟ وما علاقته بالدين والهوية وقيم التعايش السلمي؟