فقه "أحاديث الأخلاق": الأسس والمنطلقات
كتبه: محمد الريوش
لعل الحديثَ عن أخلاق إسلامية مجرداً عن تطبيقات عملية يبقى قليل الجدوى؛ إذ إن الدراسات التطبيقية المقارٍنَة هي محك كل نظر يصبو إلى استنطاق النصوص الحديثية ووضعها في إطار عُدَّته قواعد علم أصول الفقه. ويعد فقه الحديثِ من الأبواب التي تحاول جاهدةً فك الإشكالات التي ظاهرها الاختلاف أو الكر على الشريعة بالبطلان وما هي من ذلك القبيل.
ولما كان معلومًا أن أحاديث الأحكام قد استرعت أنظار الفقهاء والمحدثين على السواء، فإن النظرة المعيارية إلى الأحكام من خلال مرقاتي: "الأمر والنهي" العمليين فقط، قد كانت سببًا في حصر أنظار الفقهاء قديمًا في الأحكام الشرعية في "الأمر والنهي" كحدود معيارية [أي: الوجوب والندب والإباحة والكراهة والحرمة] مما أدى إلى اختفاء الكثير من الأبعاد الأخلاقية والاجتماعية والنفسية التي تعبر تقصدُ إليها النصوص.
وللجواب عن هذا الإشكال فقد قُسِّم البحث إلى ثلاث محاور أساسية:
أولًا: فقه أحاديث الأخلاق وثنائية المنهج والأدوات. ثانيًا: موضوعات فقه أحاديث الأخلاق: مداخل إشكالية. ثالثًا: فقه أحاديث الأخلاق: محاولات عملية.