التحول القبطي إلى الإسلام وأسلمة مصر
إن المقــالات الثــاث التــي كتبهــا:جاســتون فييــت عشرينيـات القـرن المنصـرم، وم. بيرلمـان سـنة 1942، ودونالـد ليتــل سنة 1976 عـززت التصـور القائـل بـأن القـرن الأول مـن العصـر المملـوكي مثّـل نقطـة تحـول فارقـة في تاريـخ اعتنـاق الأقبـاط للإسـلام إن المقــالات الثــاث التــي كتبهــا:جاســتون فييــت عشرينيـات القـرن المنصـرم، وم. بيرلمـان سـنة 1942، ودونالـد ليتــل سنة 1976 عـززت التصـور القائـل بـأن القـرن الأول مـن العصـر المملـوكي مثّـل نقطـة تحـول فارقـة في تاريـخ اعتنـاق الأقبـاط للإسـلام ووفقًا لما ذكره فييت في مقالته عن الأقباط بدائرة المعارف الإسلامية: فقد «أطلقت حكومةُ المماليك رصاصةَ الرحمة على المسيحية في مصر ». ويستطرد فييت قائلاً: «ويمكن تقدير ذلك بحلول القرن الثامن الهجري (الرابع عرش للميلاد)؛ إذ لم يكد المسيحيون، كام في عصرنا، يمثِّلون عُرْش السكان في مصر ». وقد ردَّد بيرلمان الرأيَ نفسه قائلاً: «إن الإمبراطورية المملوكية أسهمت بصورة حاسمة في سَحْق العنصر القبطي في مصر »، و «إن قوة الأقباط بوصفهم جماعة قد قُضي عليها قضاءً مبرمًا ». ويعتقد دونالد لتل أن النتائج التي توصل إليها «تجنح إلى تأييد الحكم العام الذي أطلقه فييت . إن التساؤلات الديمغرافية وفقًا لتسلسلها الزمني التي أثارت انتباه فييت ومَنْ اقتفى أثره هي: متى أضحى الأقباطُ أقليةً والمسلمون أغلبية في مر، وما المراحل الأساسية التي مرت بها تلك العمليةُ؟ لقد افترضوا ابتداءً أن تحول الأقباط إلى الإسام كان هو السبب الرئيس وراء التغير الديمغرافي في مصر؛ ومن ثمَّ فإن أكر المسلمين المصرين يتحدَّرون من أصول قبطية. ثم افترضوا أن الأقباط اعتنقوا الإسام (جماعيًّا) ع ى موجتن؛ الأولى: في القرن التاسع الميادي (الثالث الهجري)، والثانية: في القرن الرابع عشر(الثامن الهجري). ولذلك فإنهم رغم تأكيدهم الشديد ع ى أهمية الحقبة المملوكية، لم يزعموا أن أسلمة مر إنما وقعت في إبان تلك الحقبة فحسب وقد أعدَّ تامر الليثي في الآونة الأخيرة دراسةً مستوعبة عن تحول الأقباط إلى الإسام خال العر المملوكي...