جدلية الفصل والوصل بين الدين والعلم في الفكر الغربي
-المثالية الألمانية أنموذجا-
محمد عبدالنور
لم يكن العلم التجريبي بوصفه منهج بحث وليد العلم الحديث، فلقد عرف تطورا كبيرا في المرحلة العربية الإسلامية ووصل إلى درجة كادت تُفضي به إلى استباق الثورة الفَلَكية في أوروبا القرن السادس عشر، كما كانت التجارب العلمية أيضا حاضرة في العهد اليوناني، فالجديد الذي عرفه التجريب العلمي خلال المرحلة الحديثة كان محاولات كوبرنيك في تحريك أسس الفلك البطلمي بداية، ثم تجارب غاليلي التي قامت بتثبيت التجربة العلمية وإبراز أهميتها بشكل لا رجعة عنه غاية، ذلك ما عززه فرنسيس بيكون الذي أرسى التجريب العلمي بوصفه فلسفة ومنهج رؤية وتصور قامت عليه الحياة السياسية والاجتماعية في الغرب عامة.